كشف المستور
في أعماق النفس البشرية تكمن رغبة غامضة في كشف المستور، في جعل الآخر يدرك أنك تعرف ما يخفيه.. وكأن هذه المعرفة انتصار.. وكأن إحراج الآخر، أو تعريته يمد صاحبه بالقوة.. لماذا يسعى الإنسان لذلك! هل يشعر بأنه أذكى.. ربما أقوى.. أم أن رؤية الآخر ضعيفا مكشوفا أمامنا تمنحنا وهم التفوق!
إن هذا السلوك يكشف عن صراع أعمق، صراع بين الفضيلة والرغبة في السيطرة.. حين يفضح المرء سرا لا يخصه، أو يشعر الآخر بأنه مكشوف أمامه ويعرف ما يخفيه عنه، فهو لا يثبت ذكائه، بل يكشف حاجة دفينة للهيمنة، لرؤية الآخر ينهار، لملأ فراغ نفسي بالانتصار على غيره.. لكنه انتصار زائف، إذ لا مجد في تعرية الآخرين، ولا ذكاء في إحراجهم..
ربمااا يكون الصمت ملاذا.. والتغافل انتصار، حتى لو بدا كجهل متعمد.. فما الضرر في ذلك إن كان يحميك من معارك لا طائل منها.. ما الضير في أن تحتمل معرفتك بصمت دون أن تجعلها سيفا تشهره على الآخرين! فان عجزت.. قل سلاما عليكم.. وارحل بهدوء.. تاركا خلفك فراغا يليق بغيابك.. كن نسخة اصلية محدودة..
تعليقات