العنف
لم يعد العنف مجرد سلوك شاذ يظهر في الهامش، بل بات مشهدا يوميا مفزعا، يطل برأسه في البيوت والمدارس والشوارع ومواقع التواصل، حتى أصبحنا وكأننا نعيش في زمن فقد توازنه.. عن/ف لفظي وجسدي ونفسي، فردي وجماعي، عشوائي يطال الضعفاء، الأطفال، النساء، وصولا الى من ينهار وينت/حر.
فهل نحن أمام ظاهرة طارئة، دخيلة على المجتمع أم أن العنف كان موجودا دوما، يتغذى على القهر ويختبئ خلف الأبواب المغلقة،..
وسائل الإعلام ومنصات التواصل لم تخلق العنف، لكنها فضحته، عرته، وجعلته واقعا مشاهدا لا يمكن إنكاره أو تجاهله..
ولا يمكن أن نفهم وحشية السلوك الإنساني بمعزل عن واقعه..
الفقر لا يقتل الجسد فقط، بل ينهش الكرامة، يغلق الأفق، يزرع اليأس، ويحول الإنسان إلى كائن قلق غاضب..
الجهل لا يعني فقط نقص التعليم، بل غياب الوعي، تبلد الشعور بالمسؤولية، وتصديق التفاهات بدل العقل..
والحياة القاسية، حين تتحول إلى صراع يومي من أجل البقاء، تزرع في النفوس بذورا من العنف لا تنبت إلا في التهميش والخذلان والظلم..
العنف ليس مرضا فرديا دائما بل نتيجة تراكمات نفسية واجتماعية عميقة.. الإنسان حين يسحق تحت الضغط، يتحول من كائن ناطق إلى كائن ناقم، لا يرى في الآخر إلا عدوا محتملا..
من يقصى من فرص الحياة، غالبا ما يعيد إنتاج القسوة على من هم أضعف منه..
لا يمكن تبرير العنف ابدا، لكن محاولة فهمه لتحجيمه.. المجتمع الذي يتجاهل أسبابه الحقيقية، ويحصره في العقوبة فقط لن ينجح في مواجهته..
التعليم العدالة التكافؤ، الصحة النفسية، وفرص العيش الكريم ليست رفاهية بل حائط الصد الأول أمام هذا الانفجار الهائل للج/رائم والعنف.
العنف لا يبدأ دائما بالس/لاح، بل بنظرة بكلمة بحرمان بإهمال.. وإن كنا نرفض نتائجه، فعلينا أن نعيد النظر في أسبابه..
فالعنف الذي نراه اليوم ويدفع ثمنه الأبرياء من الضعفاء والأطفال والنساء والشباب..له اسباب كثيره ....
ك/سفير السلام محمد عبدالكريم الشعييبي
تعليقات