ظاهره تستحق الدراسه

في اليمن فقط، ظاهرة تستحق الدراسة: اذا حدث خلاف بين اثنين، يبدأ الجميع في التدخل، وكأنهم كانوا في انتظار هذه   الفرصة.. الأب الذي يفترض أنه في قمة الهدوء، يتحول فجأة إلى محقق خاص؛ ماذا حدث بالضبط، كيف، ولماذا؟ وبالطبع، سيحدد رأيه حتى لو لم يكن يعرف التفاصيل..
الأخوة والأخوات؛ يبدأون في تقديم نصائح مجانية، أنت على حق!، أو أنت غلطان!.. الاخ؛ فعلت بك هذا!، حسنا أن بقيت معها لا تلوم غير نفسك أن قت/لتك!. الأخت؛ اصلا لو كان يقدرك أو يمتلك القليل من الاحترام والمودة، ما فعل بك هذا!. كل منهم يصبح خبير في الموضوع أكثر منك!. أما الأبناء، فيصبحون محاميين دفاع: أمي قالت كذا!، وكأن ما تقوله الأم هو دستور الحياة.. او أبي المسكين: نوالي من والاه ونعادي من عاداه!..
ثم يأتي الأصدقاء الذين لا علاقة لهم بالقصة، فيظهرون كأنهم كانوا في درس عن ؛ فن التدخل ؛ أنا أعرفه جيدا اعرفه أكثر منك!، هو دايما كده، هو اصلا حق ..!، هو هو.. خصوصا النساء.. أما الرجال شعارهم؛ يا اخي تذهب أمراة تأتي أخرى  .. الخ.. 
وأخيرا، لا ننسى "الصحفيين" في المجتمع، من كل حدب ينسلون، الذين يحولون الخلاف إلى أزمة وطنية: إذا استمر هذا، سيحدث انهيار للأجيال القادمة!.. وهكذا، يتراكم التدخل، وإذا المشكلة التي بدأت بنزاع صغير قد تحولت إلى مسلسل درامي طويل.
يبدو أن الخلاف في اليمن لا يحل بين طرفين فقط، بل يصبح مناسبة لعرض الأراء غير المدروسة من قبل الجميع.. الجميع لا بد ان يتدخل ويطرح وجهة نظره ويستميت في إثباتها.. المهم أن لا يتبقى  أحد دون تدخل.. حتى ان مسئول الأمم المتحدة يفكر أن يعلن في تصريح عن قلقه الناتج إزاء خلاف شخصين.. 
وختاما ينطبق على الجميع؛ يا داخل بين البصلة.. او خرابين بيوت.. يا جماعة حياة الآخرين الخاصة هي شأن خاص لا تعنيكم..
المهم بعد ان ينجح الجميع في تدمير علاقة شخصين، يتركونهم وشأنهم وينتقلون إلى حدث وخلاف آخر،  عجبا!، ويبقى الاثنان فقط من يدفع الثمن..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب القلوب المنكسره

الانحلال الاخلاقي

الانتقام في علم النفس