لماذا بعجز من يحبوننا عن تقبلنا كمانحن،،،

لماذا يعجز من يحبوننا عن تقبلنا كما نحن.. لماذا لا يستطيعون التعايش مع جانبنا المظلم، أو عيوبنا، أو ضعفنا.. لماذا يتوقعون منا أن نكون نسخا مثالية دائما، تتماشى مع أفكارهم المثالية وأحلامهم..  كيف يكون الحب حبا إذا كانوا لا يتقبلوننا في كل حالتنا..
غريب امر البشر، ينشدون الكمال، يسعون وراء صورة مثالية تتناسب مع تطلعاتهم، ولا يرضون بنقص واحد فينا.. يقيموننا ويحصون جميع الصفات الإيجابية الجميلة التي نتصف بها.. ثم تأتي؛ لكن، تلك الكلمة التي تفسد كل شيء، وتكشف عن العيب الذي يحجب جمالنا في نظرهم.. لا يرضون بالعيب إلا إذا كان مخفياا تحت قناع الكمال، رغم أن ذلك العيب قد يكون واحدا، بل قد يكون بسيطا هينا، مقارنة بكل تلك الصفات الطيبة التي نمتلكها.
ربما المشكلة ليست في العيب ذاته، بل في تقبل عيوبنا وجوانبنا المظلمة، التي لا تكون كبيرة إلا حينما يعجز الآخرون عن تقبلها.. الإنسان بحاجة لمن يحبه بكل عيوبه دون شرط،  من يضمن له مكانا في قلبه رغم عدم مثاليته، تقبله بكل سيئاته وحسناته.. ربما عندها فقط يجد نفسه  قادرا على النظر إلى أعماقه ومواجهة تلك الجوانب المظلمة، والسعى أن يكون أفضل من أجل نفسه ومن أجل من يحب..
أما السعي خلف الكمال والتظاهر به فهو مجرد قناع يرتديه الإنسان، ليخفي وراءه ألمه في كونه غير محبوب إلا إذا وصل إلى تلك الصورة المثالية التي يفرضها الآخرون عليه.. تلك الصورة التي لا تشبهه.. 
ليس علينا تغير أنفسنا من أجل نيل محبة الآخرين أو تقبلهم لنا.. وأن كنا لابد فاعلين، ليكن من أجل أن نصبح نسخة افضل من أنفسنا، من أجل أنفسنا..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب القلوب المنكسره

الانحلال الاخلاقي

الانتقام في علم النفس