الحياه وتفكير الناس


…………………….     ……………………………………
الناس ليسوا سواء فى البناء المعرفي ، أوفى البناء المنهجي ، كما  أنهم ليسوا  سواء فى فهم الحياة وتقلباتها ، ولهذا تجد من لا يكبر مع المتغيرات ، ومن لا يتطور مع المفاجآت التى تجعل الولدان شيبا ، والسبب هو أنه لا يعيش ليكون شيئا مذكورا ، بل هو يعيش ، لأنه وجد نفسه فى الحياة ، وليست معه بوصلة تخبره ، أين هو ؟ وإلى أين ذاهب ؟ ، وقد فكرت مليا ما الذى يجب فعله لنخرج من هذا التيه الأبدي ، فتوصلت إلى هذه القواعد المهمة ، وهي عشرة كاملة ، فهذه هي القواعد : 

أولا : من عاش لنفسه ، عاش صغيرا ، ومن عاش لنفسه وغيره ، عاش كبيرا ، ومن عاش للقيم والفكر والرسالة ، عاش حميدا . 

ثانيا : من أعطى نفسه لنفسه ، عاش عاديا ، ومن أعطى نفسه للخير ، عاش حياة مهمة ، ومن أعطى نفسه للرسالة التى يؤمن بها ، عاش عظيما ، وترك فى  الحياة بصمات  لا تمحي ، ويمنح لغيره معنى الحياة  . 

ثالثا : من ينظر إلى الحياة من خلال نفسه ، لا يرى غير الأمور التافهة ، ومن ينظر إلى الحياة من خلال قبيلته ، فهو لا يرى غير الأمور الصغيرة ، ومن ينظر إلى الحياة من خلال منطقته ، فهو لا يعرف من الحياة إلا قليلا ، ومن ينظر إلى الحياة من خلال الوحي والواقع الكوني ، فهو يعلم تقلبات الحياة ومآلاتها بشكل كبير ، فكن الرابع لتكون من العالمين . 

رابعا : 
نحن كسفراء سلام ومصلحين اجتماعيين نعيش مع الناس همومهم ومعاناتهم واجراحهم 
ومشاكلهم
شفنا العجب 
 فلهذا نحن اكثر ناس زاهدين في الدنيا 

خامسا : من عاش مع الفقراء يحسب الغنى نجاسة ، ومن عاش مع أهل الأموال  فقط ، يحسب الحياة كلها شطارة وجمع مال ، ومن عاش معهما ، ولديه القيم الثابتة ، فهو ينظر إلى الحياة من خلال نافذة صحيحة .

سادسا : من ترك الجدال مع الصغار ، عاش سليما وعظيما ، ومن جادل الصغار ، صار مثلهم ، ومن تعلم علم الجدال ، وناقش الكبار ، تعلم منهم ما لا يوحد فى الكتب ، فلا تجادل من لا عقل له . 

سابعا : من قرأ الكتب لأجل أن يستزيد علما ومعرفة فقط  ، صار نسخة من الكتاب ، ومن قرأ الكتاب ليفهم ، صار نسخة مطورة للكتاب ، ومن قرأ الكتاب لأجل العلم والفهم والنقد ، صار إضافة ، ومن قرأ الكتاب لصناعة الحياة ، فقد سجّل الهدف . 

ثامنا :  من عاش حياة واحدة ، عاش قليلا ، ومن عاش أكثر من حياته ، عاش كثيرا ، ومن عاش مع القرآن عاش حياة غير عادية ، فالقرآن كتاب الزمان والمكان . 

تاسعا : من اختار فكرته بعلم ، عاش مطمئن البال ، ومن عاش مع الناس بلا فكرة ، عاش محتارا ، والحكمة بين الاختيار والحيرة . 

عاشرا : العظمة ليست فى المنصب ، وليست كذلك فى المال ، ولن تكون كذلك فى تحصيل العلم فقط ، فالعظمة فى تأثير الناس وتوجيهم نحو المعالي ، هنا تكمن معنى القيادة ، نقطة   على السطر  .

ك/سفير السلام محمد عبدالكريم الشعيبي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب القلوب المنكسره

الانحلال الاخلاقي

الانتقام في علم النفس