الاطلال
قرن وربما أقل يكفي لتطوي الأرض صفحة العابرين، تمحو آثارهم.. وتعيد تشكيل المشهد كأنهم لم يكونوا هنا يوما.. سيمر القادمون فوق الطرق ذاتها.. يقفون عند ذات الأنقاض، يتساءلون هل كان من سبقهم أكثر حكمة أم أشد ضلالا.. هل تركوا إرثا يستحق الذكر أم خطايا لا تغتفر.. لكنهم، كجميع من مضى سينشغلون بذواتهم.. يصارعون إرثا لم يختاروه، ويتركون خلفهم حملا يثقل كاهل من يأت بعدهم..
كل شيء يتكرر، وجوه جديدة تحل محل أخرى.. أصوات تتغير لكن الحكاية تبقى كما هي.. يرممون ما تهالك.. يهدمون ما شيد.. ظنا بأنهم أول من جاء وآخر من سيرحل.. لكن الأرض لا تحفظ الأسماء، بل تنثرها كالغبار في مهب الريح، تحملها رياح الزمن بعيدا حتى لا يبقى منها شيء سوى صدى يتلاشى..
يعلم الإنسان أنه عابر، لكنه يمضي كأنه أبدي، يراكم فوق الأيام أوهاما.. يطارد بقايا ظل الخلود..
ك/سفير السلام محمدعبدالكريم الشعيبي
تعليقات