الخلاف لا ينطفئ بكثرة الأصوات
*"لو سكت من لا يعلم لقلَّ الخلاف، وارتفعت الجهالة، وظهر الحق."* فكثير من النزاعات الفكرية والدينية لم تكن لتقع لولا أن *تصدّر للحديث من لم يُحسن الصمت عند الجهل.* وقد روت عائشة رضي الله عنها قولها لأبي سلمة: "ما مثلك إلا كمثل الفروج، يسمع صياح الديكة فيصيح معها"، في إشارة إلى *القول دون علم تقليدًا ومجاراةً لا فهماً وإدراكاً.* وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلَّم فيه، لكان أولى به وأقرب إلى السلامة إن شاء الله." فالعالم *يجب أن يتكلم بعلم، ويسكت بحكمة، لأن الصمت في موضع الجهل عبادة، والكلام بغير علم خطيئة.* وفي *مجتمعنا اليوم،* ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح المجال مفتوحًا لكل من هبّ ودبّ ليتحدث في الدين والعلم والطب والتربية والاقتصاد، بلا *علم ولا تأهيل.* فكثرت الآراء، وقلّ التثبّت، وتوسعت دوائر الخلاف، حتى غطّى الضجيج على صوت الحق. إن *المسؤولية أصبحت مضاعفة،* فلا يكفي أن يعرف الإنسان، بل عليه أن يتحقق ويتأدب، ويتورع عن الكلام في ما لا يُحسن، فإن *الكلمة مسؤولية، والعلم أمانة، والسكوت عن الجهل وقاية من ال...